موقع التعليم الجزائري ☑️
تسيير القسم البيداغوجي
تسيير القسم البيداغوجي فن لا يجيده إلا من يعرف تطبيق الأساليب التربوية الصحيحة ، وهو وان كان من المهارات التي تكتسب بالمران وطول التجربة ، إلا أن الاستعداد الشخصي يلعب دورا أساسيا في إتقانه . والدليل على ذلك أن بعض المربين ممن قضوا سنوات كثيرة في مزاولة التدريس ما يزالون غير قادرين على تسيير الأقسام التربوية التي يتولون تدريسها تسييرا ناجعا،والسبب في ذلك يرجع إلى عدم استطاعة المدرس إثارة الرغبة في نفوس طلابه إلى الدرس الذي يلقيه ، وفي غفلته عن مراقبتهم مراقبة تامة ،وفي عدم اهتمامه بالنظام وعدم التزامه جانب العدالة في معاملة الجميع ، واستعماله مختلف وسائل الترهيب في ضبطهم.
ويرى المشرفون والمدرسون أن عملية التحكم في القسم البيداغوجي تمثل جزءا هاما من عملية التدريس ،إذ بمجرد تجمع عدد من الأفراد يتراوح بين 40 و45 فردا في حجرة واحدة فانه سوف تظهر بعض المشكلات الخاصة بالتنظيم والتنسيق والمتابعة والتي تحتاج إلى حل ، ولهذا فان عملية تسيير القسم البيداغوجي تمثل الخطوة الأولى نحو تحقيق أغراض أكثر أهمية في عملية التدريس.
1. التسيير الناجح :
تتوقف القدرة على النجاح في تسيير القسم البيداغوجي على مقدار اهتمام المدرس بالعناصر البيداغوجية التي تساهم في تحقيق هذا النجاح وتطبيقها بمهارة وإبداع .وأهم هذه العناصر هي :
1. 1. الإثارة الفكرية :
وتقوم الإثارة الفكرية على :
ـ وضوح الاتصال الكلامي بين المدرس والتلاميذ،حيث يرتبط هذا الوضوح بطريقة شرح المدرس وعرضه للمادة العلمية .
ـ أثر المدرس الانفعالي الإيجابي على التلاميذ ، ويتولد هذا الأثر عن طريقة عرض المادة العلمية .
ـ إبراز العلاقات بين المفاهيم ، ومساعدة التلاميذ على معرفة التطبيقات العملية لهذه المفاهيم في بعض المواقف الجديدة .
ـ إشراك التلاميذ في العمل ،وهذا يجعل تقديم المضمون بطريقة تفاعلية ، وبحماسة عالية .
ـ تبدو الأفكار التي يعرضها المدرس على التلميذ مقبولة ، ومعقولة وواضحة وسهلة التذكر .
ـ انتباه التلاميذ لما يقوله المدرس ، فلا تتشتت أفكارهم خارج القسم
ـ شعور التلاميذ بأهمية استثارة الأفكار لهم ، ويعملون على الانتظام في حضور الدروس .
1. 2 . العلاقات الشخصية :
من الناحية النظرية ، تكون حجرة الدراسة حلبة للعروض الفكرية والمنطقية .ولكن من الناحية الواقعية ، فهي حلبة عاطفة تزخر بالعلاقات البينية حيث تحدث فيها العديد من الظواهر النفسية .
فمثلا ، تنخفض دافعيه التلاميذ للعمل إذا شعروا بعدم اهتمام المدرس بهم ،أو معاملتهم بطريقة قاسية ، أو يتحداهم ويقبض عليهم بيد من حديد .وهذا يجعل عواطف التلاميذ مضطربة ، وقد يتصرف بعض التلاميذ بسبب حساسيتهم المفرطة إزاء تصرفات المدرس العدوانية تصرفات عدوانية مناظرة .
كما يشتد غضب التلاميذ بدون استثناء (عاديين ومتفوقين ) عندما تبدو ممارسات الامتحان والتصحيح جائرة وغير عادلة .ومن جهة أخرى فان المدرس إنسان يريد أن يحبه التلاميذ ويحترمونه ، إلا انه يواجه نوعيات من التلاميذ مختلفة من حيث السلوك والظروف الأمر الذي يعرضه للقلق بسبب التصرفات السيئة من بعض التلاميذ .
ولقد أظهرت نتائج البحوث النفسية انه يمكن التنبؤ بردود فعل التلاميذ وتصرفاتهم العاطفية إزاء تفاعلهم مع بعضهم أو مع المدرس ،ولهذا يجب على المدرس أن يكون على وعي كامل بالظواهر الشخصية بين الأفراد داخل القسم وخارجه ، وان يتحكم في مهارة التخاطب مع التلاميذ بأساليب تزيد من دافعيتهم للتعلم واستمتاعهم بها ،وان يتجنب استثارة العواطف السلبية عند التلاميذ ، ولاسيما القلق الزائد والغضب . أن يعمل على تطوير العواطف الإيجابية عند التلاميذ ، مثلا : احترام التلاميذ وإثابة أدائهم الجيد .
وللمحافظة على مستوى العلا قات الجيدة بين المدرس والتلاميذ يجب مراعاة ما يأتي :
ـ الاهتمام بالتلاميذ كأفراد ، والشعور باستجاباتهم بخصوص المادة أو طريقة عرضها
ـ الاعتراف بردود فعل التلاميذ ومشاعرهم حول بعض المسائل المتعلقة بالواجبات والحقوق داخل القسم التربوي ،وتشجيعهم على التعبير عن تلك المشاعر ،واستطلاع آرائهم قي بعض القضايا .
ـ تشجيع التلاميذ على طرح أسئلتهم واستفساراتهم ، والاهتمام بوجهات نظرهم الشخصية .
ـ إشعار المدرس للتلاميذ بشكل واضح بأنه يهتم كثيرا بفهمهم للمادة ومعرفة جميع أبعادها بدقة
ـ تشجيع التلاميذ على الإبداع والابتكار ، بالاعتماد على أنفسهم في التعامل مع المادة ، كما يشجعهم على تكوين أفكارهم الخاصة .
ـ الاعتماد في توزيع المكافآت على المبادئ آلاتية :
مبدأ الحق : فالفرد الذي يساهم أكثر ويبذل جهدا أكبر،هو الذي يحصل على درجات أعلى
مبدأ المساواة : كل المشاركين في الجهد يحصلون على نفس المكافأة
مبدأ الحاجة : ويشير إلى أن الفرد الذي يمتلك حاجة أكثر يبذل جهدا أكبر ، ومن ثم يحصل على مكافأة أعلى .
1. 3 . العلاقات بين أعضاء القسم البيداغوجي :
تهدف العلاقات الإيجابية بين أعضاء القسم البيداغوجي إلى زيادة إحساس الأعضاء بالقدرة على تحمل المسؤولية والتحصيل . ويشير مفهوم الكفاءة الذاتية إلى زيادة قدرة الطالب على توقع الوصول إلى الأهداف المطلوبة باستخدام مجهوده الفردي الشخصي.ويتبع نمو مفهوم الكفاءة الذاتية لدى الفرد، نمو العديد من الكفاءات مثل نمو مفهوم توجيه الذات ، وزيادة المثابرة اللازمة لإتمام وإنجاز المهمة التعليمية ، وزيادة الثقة بالنفس ،وتجنب الشك في الذات والانشغال الذاتي الذي يحل محله التركيز .
يمكن لأنماط سلوكية معينة أن تقوم بدور هام في تغيير سلسلة الأفكار والمعارف التي يمتلكها الفرد .فتركيز الفرد على النمط الإيجابي من السلوك يؤدي إلى إثارة مشاعر الرضا والكفاءة لدى المتعلم ، وهذا بدوره يؤدي إلى توليد وتطوير أفكار وقضايا ، تنعكس إيجابا على ذات الفرد وعلى زملائه المشاركين معه في المجموعة . فالفرد الذي يحقق نجاحا شخصيا يسعى إلى الالتزام بسمات شخصية إيجابية .فكلما كانت فكرة الفرد عن ذاته طيبة مثل (أنا الفرد الذكي الذي يستطيع أن يؤدي هذه المهمة بنجاح)أو نحن المجموعة التي تستطيع تحمل الأعمال الجادة والالتزام بها ،حقق ذلك أهدافا إيجابية مثل :مقاومة القلق والانشغال الذاتي المؤديين إلى الأداء الضعيف ،ورعاية وتطوير معنى الكفاية الذاتية لدى الفرد .
وعلى هذا يجب على المدرس أن يعمل تدريجيا وباستمرار على تطوير الإحساس الإيجابي للفرد وجماعة القسم التربوي باستعمال التوجيه الإيجابي الذي يعزز الكفاءة الذاتية لأفراد الجماعة التربوية ، بتشجيعهم على المثابرة والإصرار على تحقيق النجاح مع تجنب تثبيط الهمم والعزائم
أما التوجيه السلبي فيرتبط بالقضايا السلبية الخاصة بالفرد والآخرين. فالتركيز على السلوكيات السلبية يؤدي إلى إثارة مشاعر عدم الرضا والمصاعب في وجه الفرد والمجموعة .فالتوجيه غير السار يثير سلوكيات غير سارة، وغير مشجعة للذات ، كما انه يثير سلوكيات مدمرة وعدوانية وهدامة. ومشاعر بالتعب وعدم الرضا .
هذا وهناك أنماط مختلفة من الطلاب لا توجد لديهم أدنى دافعية للتعلم ،ولا يستجيبون للمكافأة التي يقدمها المعلم . ونوع آخر عدواني وغير مطيع لقواعد العمل . هذا بالإضافة إلى نوع ثالث يميل لإثارة القلق داخل القسم . لذا فان عملية التحكم والتنظيم للقسم الذي يضم مثل هؤلاء الطلاب تمثل مشكلة أساسية لا غلب المعلمين .
ينسحب العديد من الطلاب من العملية التعليمية ، بسبب خجلهم واتجاهاتهم السلبية نحو ذاتهم، بالإضافة إلى عامل آخر يتعلق بفكرة الطالب السلبية عن الآخرين .ويستطيع المعلم أن يساعد هؤلاء الطلاب من خلال إيجاد أساليب تمكن الجميع من المشاركة في مختلف النشاطات داخل القسم ،وخاصة المشاركة في سير الدرس حيث يحاول المدرس منح فرص المشاركة للطلاب المنعزلين تدريجيا بالإجابة عن الأسئلة المناسبة لمستواهم ، حتى يتمكنوا من استعادة الثقة في نفوسهم والاندماج مع الآخرين .
تؤدي كراهية الطلاب لبعضهم البعض ، إلا تحاشي التعامل مع بعضهم البعض ، لذا فانه يجب على المعلم أن يلعب دورا لحل هذه الصراعات الموجودة بين الطلاب . وأثناء معالجته لهذه الصراعات يجب عليه أن يتذكر المبادئ الآتية :
ـ أن الاستخدام الزائد للتنافس يؤدي إلى إثارة الصراعات بين الطلاب .
ـ يمكن التقليل من الصراعات بين الطلاب عن طريق توجيههم وحثهم على التعاون فيما بينهم.
2 . أنماط الأقسام البيداغوجية :
يحدد ( توماس جود) أربعة أنماط شائعة للأقسام المدرسية ،هي :
2 . 1 . قسم فوضى باستمرار : ويقضي المعلم معظم اليوم يحاول ضبط القسم ، لكنه لا ينجح أبدا . وغالبا ما يتجاهل التلاميذ التوجيهات والتهديدات . ويبدو أن العقاب لا يكون فعالا دائما.
2 . 2 . قسم مليء بالضوضاء دائما : لكن الجو أكثر إيجابية ، ويحاول المعلم أن يجعل المدرسة مفتوحة بتقديم ألعاب وأنشطة ترويحية ،رغم ذلك تبقى هناك مشكلات ،فكثير من التلاميذ ينتبهون قليلا للدروس ،وقلما يقومون بما يكلفون به بعناية ،يحدث هذا كله رغم أن المعلم يملك ناصية الأنشطة الأكاديمية ليجعلهم مسرورين قدر الإمكان .
2 . 3 . قسم هادئ ومنظم جدا : لأن المعلم قد وضع قواعد وتأكد من إتباعها، ويلاحظ الخروج عليها بسرعة، وتوجيه تحذيرات لمن يقومون بها أو توقيع العقوبات إذا كانت هناك ضرورة لها. ويقضي المعلم وقتا طويلا يفعل ذلك لأنه يلاحظ بسرعة سوء السلوك. ويبدو المعلم ناجحا كواضع للنظام لأن التلاميذ يطيعونه غالبا. ورغم ذلك فان مناخ القسم ليس سهلا ، والمشاكل تبدو تحت السطح ، وخاصة عندما يغادر المعلم القسم .
2 . 4 . قسم يبدو وكأنه يدير نفسه : يقضي المعلم معظم وقته يعلم تلاميذه ،ولا يتعرض للمشكلات المتصلة بالنظام.ويتبع التلاميذ التعليمات ، ويكملون واجباتهم بأنفسهم،بدون إرشاد مباشر ،ويتفاعل التلاميذ مع بعضهم البعض.وربما تأتى الضوضاء من مصادر متعددة.ومع ذلك هناك اتجاه للانضباط من التلاميذ الذين ينخرطون في الأنشطة البناءة.وعندما تعلو الضوضاء فان مجرد تذكير المعلم يؤدي بفاعلية إلى خفتها .ويشعر من يراقب هذا القسم بإحساس دفء المناخ والإيجابية من أبرز سماته .
إن هذه الأنماط الأربعة قد توجد معا في أقسام مدرسة واحدة أيا كان المستوى الاقتصادي والاجتماعي لتلاميذها .
3 . المعلم والمشكلات السلوكية في القسم :
إن المشكلات السلوكية للتلاميذ داخل القسم ، تؤثر على التلاميذ الآخرين ، وتزعجهم وتعوق سير النشاط والعملية التعليمية ، وتتعارض مع القواعد والنظم المقررة .
ويتأثر سلوك التلاميذ في القسم بعوامل ومؤثرات متنوعة ، منها مشكلات شخصية ،والوضع الاجتماعي والاقتصادي والقدرات العقلية ،وكذلك تأثير جماعة الأقران ومقاومة السلطة ،ونمو الرغبة في الاستقلال ، والضغوط البدنية والنفسية .وهناك تأثير أجهزة الإعلام .
ويضاف إلى ذلك أسباب متعلقة بالتنظيم المدرسي مثل حجم القسم والمناخ المدرسي والقسم ، والمعلم وطريقة تدريسه .
ويأتي دور المعلم في علاج المشكلات السلوكية للتلاميذ عن طريق :
ـ فهم طبيعة الطفل في المرحلة التعليمية التي يعمل بها،وخصائصه والمشكلات التي تواجهه .
ـ الاهتمام بالتعرف على مشكلات ومساعدتهم على حلها .
ـ تنمية ثقة التلاميذ فيه .
ـ تحمل استفسارات التلاميذ وأسئلتهم .
ـ تشجيع التلاميذ على المشاركة في رسم سياسات العمل في القسم والقرارات المختلفة .
ـ إتباع طرق تدريس تشجع على المناقشة والحوار .
ـ مراعاة العدالة في معاملة الطلاب والمساواة بينهم ، وعدم محاباة البعض على حساب الآخرين
ـ استعمال المديح والتشجيع وتقدير المتميزين والمتفوقين .
ـ الاهتمام بعلاج التلاميذ ذوي التحصيل الأقل .
ـ تجنب اللجوء إلى التهديد والتخويف .
ـ تعميق الصلات بأسر التلاميذ .
ـ حسن أداء المعلم لعمله ومحافظته على وقت الحصة .
ـ التأكيد على العلاقات الإنسانية بينه وبين التلاميذ ، وبين التلاميذ بعضهم البعض .
ـ الاتصال بالأخصائي النفسي أو مستشار التوجيه المدرسي لمساعدته في حل بعض المشكلات الصعبة لبعض التلاميذ .
ـ يكون على دراية بالمضايقات التي يحدثها بعض التلاميذ ،ويتخذ إجراءات فورية لإيقافها .
3 . 1 . قواعد ينبغي أن يلتزم بها التلميذ في القسم :
القاعدة الأولى : إحضار الأدوات التي يحتاجها التلميذ في القسم :
إحضار الأدوات التي يحتاجها للحصص المختلفة ( أقلام ، كراسات ، كتب ..) من أهم واجبات التلميذ .حتى يكون مستعدا للعمل في القسم .
القاعدة الثانية : الجلوس في المقعد استعدادا للتعلم :
التلميذ مطالب بالالتزام بالجلوس في مقعده قبل بداية الحصة،وان يكون جاهزا محضرا أدواته للعمل عندما يطلب منه المعلم .
القاعدة الثالثة : الإنصات للمعلم باهتمام :
من المهم أن يلتزم التلميذ بالإنصات للمعلم ، قبل بداية الدرس ليعرف ما هو مطلوب منه ،وان يظل منصتا باهتمام عندما يبدأ المعلم في شرح الدرس .
القاعدة الرابعة : احترامه للآخرين والتأدب معهم .
التلميذ ملزم بإظهار اهتمامه بالإنصات إلى المعلم ،وان يسلك سلوكا يتصف بالأدب نحو الكبار ونحو زملائه التلاميذ ، فلا يضايق أحدا منهم ولا يتشاجر مع أحد ، ولا يتحدث بصوت عال مع أي واحد منهم .
القاعدة الخامسة : المحافظة على حجرة الدراسة،نظامها،نظافتها ،واحترام ملكية الغير .
التلميذ لا يلقي شيئا على الأرض،وينظف ما حوله ،ولا يكون مصدرا لاتساخ حجرة الدراسة ،ولايأخذ ما ليس ملكا له .
القاعدة السادسة : احترام النظم المدرسية .
يلتزم التلميذ باحترام النظام الداخلي للمدرسة ،وقواعد السلوك المرغوب فيه .
ومن المهم جدا أن يكون التلميذ على دراية بجميع القواعد المدرسية،ولذلك فانه من واجبات المعلم
ـ أن يشرح للتلاميذ هذه القواعد،ويناقشها معهم حتى يقتنعون بها اقتناعا تاما .
ـ أن تكون القواعد مقبولة من المعلم والتلاميذ .ويتطلب ذلك أن تكون معقولة ومرنة، ويشارك في وضعها التلاميذ مع المعلم ، ومن هنا فان منح الفرص للتلاميذ وسماع آرائهم في وضع القواعد وقبولها يساعد على تقبلها واتباعها .
ـ أن تذكر القاعدة التلاميذ بما ينبغي عليهم أن يقوموا به لممارسة السلوك الصحيح المرتبط بالقاعدة .
ـ أن ترتبط القواعد بعادات العمل و الأمان ، إذ ينبغي ألا ترتبط القواعد بالتحصيل المعرفي ،وإنما يمكن أن تعزز مبادئ تنمية عادات العمل الجيد ، وتوفير بيئة آمنة .
ـ أن نتذكر أن الهدف من نظام القواعد ، يتمثل في إرشاد التلاميذ نحو الضبط الذاتي والتعاون اللازم لنجاح القسم .
ـ أن تعرض القواعد بشكل يسهل على التلاميذ رؤيتها .
3 . 2 . وظائف القواعد المدرسة :
ـ أنها توجه السلوك نحو هدف أو نهاية محددة .
ـ تضمن عمليات الانتظام والنظام .
ـ تحمي حقوق كل عضو .
ـ تحدد مسؤوليات كل جماعة وكل فرد .
ـ تعد التلاميذ للحياة في مجتمع القانون .
4. تنظيم القسم :
يأخذ التنظيم أشكالا مختلفة داخل القسم منها :
4 . 1 . تنظيم الوقت :
ينبغي أن يقوم المعلم بتحديد الوقت اللازم للأنشطة المختلفة على مدار اليوم أو الأسبوع مراعيا في ذلك الإمكانيات المادية والبشرية المتاحة .
ومن المهم أيضا أن يحسن المعلم توزيع زمن كل حصة على مراحل عمله التدريسي،حيث يخصص للتمهيد الوقت المناسب له وكذلك العرض والتطبيق .كما يحتاج التلاميذ إلى التدريب على استعمال الوقت استعمالا سليما.إنها مسؤولية إدارة المدرسة ومعلم القسم .
4 . 2 . تنظيم التلاميذ داخل حجرة الدراسة :
هناك أشكال متنوعة لتنظيم التلاميذ في حجرة الدراسة منها :
4 . 3 . تنظيم التلاميذ في مجموعات عمل :
في هذا التنظيم يجمع التلاميذ في شكل مجموعات حسب عدد التلاميذ في القسم ،وهو يناسب في حصص الأعمال الموجهة أو الأعمال التطبيقية ،وهو تنظيم يساعد التلاميذ على التعلم بالمشاركة والتعلم التعاوني .والمعلم ينتقل بينهم متابعا وموجها .وقد ينظم التلاميذ على شكل دائري أو مستطيل أو مربع للحوار والمناقشة .ويقوم المعلم بدور المنظم و الموجه للحوار والمناقشة .
أما الشكل الثالث فانه يمثل النمط التنظيمي الشائع المعمول به في بقية الحصص الأخرى ، حيث يجمع التلاميذ في شكل صفوف داخل حجرة الدراسة ،ويقوم المعلم هنا بالدور الأساسي في عملية التعلم ، ملقيا الدرس وموجها ومرشدا تارة ومحاورا ومنشطا تارة أخرى .
ومن مآخذ هذا الأسلوب ، قلة مراعاته للفروق الفردية ، وتأكيده على التلقين وسلبية المتعلمين،وخاصة عندما تكون الأقسام مكتظة ،حيث يتعذر متابعة التلاميذ فرديا أثناء التوجيه والإرشاد ،كما يصعب على المعلم فرض النظام داخل القسم .ولهذا يعتبر الاكتظاظ ( أكثر من 30 تلميذ ) من المشاكل العويصة التي تساهم بقسط وفير في رسوب التلاميذ وتسربهم .
5 . فاعلية الاتصال :
تعتمد فاعلية الاتصال على توفر بعض العوامل في عملية الاتصال منها .
5 . 1 . اتجاهات المعلم : وتتضمن :
5 . 1 . 1 . اتجاه المعلم نحو نفسه :
فالمعلم الواثق من نفسه المتقبل لذاته غالبا ما يكون قادرا على تحقيق اتصال فعال بينه وبين تلاميذه . والمعلم المتزن انفعاليا ، الذي يتحلى بالصبر والتحمل والعطف والثقة بالنفس والآخرين ، والذي لا يبالغ في تتبع أخطاء الآخرين ، ولا يلقي بالذنوب عليهم ،ولا يثور لا تفه الأسباب . هو معلم يستطيع أن يدير عملية الاتصال بينه وبين تلاميذه بفعالية .
5 . 1 . 2 . اتجاه المعلم نحو تلاميذه :
فالمعلم الذي يحب تلاميذه ويميل إلى التعامل معهم ويؤمن بقيمة كل منهم ،وبحق كل واحد منهم في النمو والتعلم ،ويؤمن بوجود فروق فردية بينهم في الذكاء والنمو والتعلم ، ويؤمن أيضا بان كل واحد منهم إنسان يوجه عملية الاتصال بينه وبينهم توجيها سليما.
5 . 1 . 3 . اتجاه المعلم نحو عمله :
لا يكفي أن يلم المعلم بالمواد الدراسية ،ويتقن طرق التدريس، ويعرف أساليب التقويم وغيره من النشاطات المختلفة ،بل لابد له أن يميل إلى عمله بل يشعر بالسعادة والارتياح .وهذا الميل يساعد المعلم من إنجاح عملية الاتصال ،
5 . 1 . 4 . اختيار وسيلة الاتصال المناسبة :
هناك وسائل متنوعة للاتصال ، والمهم مدى ملاءمة وسيلة الاتصال للموقف والتلميذ ، قد يكون الاتصال اللفظي ملائما للتلميذ في موقف ما ،ولكنه قد لا يكون ملائما في موقف آخر مع نفس التلميذ أو تلميذ آخر . فالمعلم مثلا في درس عملي يجد أن الاتصال اللغوي لا يكفي وحده ،وقد يكون في حاجة إلى وسائل أخرى للاتصال .
5 . 1 . 5 . مستوى الدافع لدى التلميذ :
إن مستوى الدافع عند التلميذ يؤثر بدرجة كبيرة على فاعلية عملية الاتصال ،فالدرجة العالية من الدافعية تحقق الرغبة والسرعة في التعلم، ولهذا يتطلب من المعلم أن يعمل على تهيئة تلاميذه وحفزهم ، ليكون الاتصال بينه وبينهم فعالا
6 . أنماط الاتصال داخل القسم :
ابرز أنماط الاتصال داخل القسم هي :
6 . 1 . الاتصال الراسي الهابط : هذا النمط يكون الاتصال دائما من أعلى إلى أسفل ، والمعلم فيه هو سيد الموقف ،والتلميذ دائما هو المتلقي للمعلومات ،لا إيجابية أو فاعلية له بل هو سلبي في العملية التعليمية ،قد يحتاج المعلم إلى استعمال هذا الاتصال عندما يلقي قصيدة شعرية أو يعرف التلاميذ بحياة كاتب ، وبصفة عامة عندما لا تتوفر المعلومات عند التلاميذ ويتعذر عليهم الوصول إلى المطلوب .
استعمال هذا النمط باستمرار يجعل العملية التعليمية قليلة الإنتاجية والفاعلية ، ويسهم في سلبية المتعلم ،كما انه لا يتيح فرص الاتصال بين التلاميذ بعضهم البعض ،لان التلميذ يستقبل المعلومات من المعلم فقط ، ولا يتصل بزملائه في القسم ليناقشهم أو يأخذ منهم ،مما يؤدي إلى إحساس التلاميذ بالملل واللجوء إلى استعمال بعض الأساليب المخلة بالنظام ، ولهذا يجب على المعلم عدم الإكثار من استعمال هذا النوع من الاتصال .
ويقابل هذا النوع من الاتصال في طرق التدريس . الطريقة الإلقائية .
6 . 2 . الاتصال الراسي الهابط الصاعد : الاتصال في هذا النمط يكون من أعلى إلى أسفل ومن أسفل إلى أعلى ،والمعلم في هذا النمط مرسل والتلميذ مستقبل ، وفي نفس الوقت يكون المعلم مستقبلا والتلميذ مرسلا ،هذا النمط يتيح للتلاميذ فرصا ليعبروا عن أفكارهم ، ويجيبون عن أسئلة المعلم .
هذا النمط لا يتيح فرص الاتصال يبن تلميذ و آخر .لان التلميذ مع كونه مستقبلا ومرسلا إلا أن الرسالة دائما من المعلم واليه ( المعلم يسال والتلميذ يجيب ) وهذا يجعل نشاط التلميذ محدودا وقليل الفعالية ، لان التلاميذ لا يستفيدون ولا يفيدون بعضهم البعض .
ويقابل هذا النوع من الاتصال في طرق التدريس . الطريقة الحوارية .
6 . 3 . الاتصال الراسي الهابط الصاعد الأفقي :في هذا النمط يكون الاتصال من أعلى إلى أسفل (من المعلم إلى التلاميذ ) و من أسفل إلى أعلى ( من التلميذ إلى المعلم ) ويوجه المعلم رسائل إلى التلاميذ عندما يريد أن يلقي عليهم معلومات أو يطرح سؤالا ، والتلميذ يوجه رسائل إلى المعلم عندما يستفسر ، أو يبدي وجهة نظر أو يجيب عن سؤال أو يطرح سؤالا .
وفي هذا النمط يكون الاتصال أيضا أفقيا بين تلميذ و آخر ،فالتلميذ يناقش زميله ويوجه إليه سؤالا ويتلقى منه الجواب .
ويلاحظ أن هذا النمط يعالج ما يؤخذ على النمطين السابقين ، من إهمال التفاعل بين التلاميذ ، وتقليل فرص الأخذ والعطاء بينهم .إلا انه مع ذلك يؤخذ عليه أن تبادل الرسائل ( المعلومات) بين التلاميذ لا يكون له صلة بما يوجهونه من رسائل إلى المعلم وما يستقبلونه من رسائل منه . وبتعبير آخر فالتلاميذ لا يسألون أو يشرحون ويوضحون بعض الأفكار والمعارف لبعضهم البعض كما يحدث ذلك مع المعلم . ( أي أن التلاميذ يكتفون بتصحيح الإجابات لبعضهم البعض ،أو يعيدون الإجابات الصحيحة من بعضهم البعض مثلا ) ( الطريقة الحوارية ) .
6 . 4 . الاتصال متعدد القنوات : الاتصال وفقا لهذا النمط يتم بين المعلم وتلاميذه ،وبين التلاميذ والمعلم ، كما أن الاتصال يتم بين التلاميذ بعضهم البعض أيضا، فهناك معلومات متبادلة بينهم .
ومن جهة أخرى فان اتصالات التلاميذ (تفاعل) فيما بينهم يؤثر على ما يرسلونه من رسائل إلى المعلم ، وما يستقبلونه من رسائل منه ،حيث يساعد ذلك على زيادة إيجابيتهم في الموقف التعليمي.
ويقابل هذا النوع من الاتصال في طرق التدريس . (الطريقة الحوارية النشيطة ) .
وإذا كان هذا النمط هو أكثر الأنماط تلاؤما مع الاتجاهات الحديثة في تسيير القسم، إلا أن هناك صعوبات في تطبيقه من أهمها :
ـ ارتفاع عدد التلاميذ في الأقسام الدراسية ،فهناك مدارس كثيرة يزيد فيها عدد التلاميذ عن 45 تلميذ في القسم الواحد ، بينما النمط المتعدد القنوات يحتاج إلى عدد قليل من التلاميذ .
ـ كثافة المقررات والمواد الدراسية ،تجبر المعلم على الإسراع في عرضها والانتهاء منها ، قبل نهاية السنة الدراسية .
طبيعة تكوين المعلم لا تناسب هذا النمط المتعدد القنوات ،فالمعلم تربى على تعليم تلقيني في مختلف المراحل التعليمية تقريبا .
ـ قلة الوسائل التعليمية المتوفرة في المدارس .
ومع هذا فان إعداد المعلم إعدادا جيدا وتدريبه على التقنيات الحديثة للتعليم والتفاعل والاتصال . و أخذه بالتخطيط العلمي أسلوبا للعمل يساعده على التغلب على مثل هذه الصعوبات .
ويتطلب التدريس الفعال إتاحة الفرص العديدة للتلاميذ للإسهام بنفسهم والتعبير عن أفكارهم الخاصة والاستماع إلى ما يقولونه ،كما انه ينبغي العمل على إيجاد قدر من التوازن بين حديث المعلم وحديث التلاميذ .
7. المناخ المدرسي :
ينبغي التأكيد على أن هناك تداخلا بين مناخ القسم والمناخ المدرسي،ذلك أن هناك ارتباطا بينهما واتصالا وتأثيرا متبادلا .
وقد توصل ( هالبين و كروفت ) إلى وجود ستة أنواع من المناخ المدرسي ، هي :
7 . 1 . المناخ المفتوح :
ويكون المناخ المدرسي مناخا مفتوحا ، عندما يتمتع أعضاؤها بروح معنوية عالية ،حيث نجد المعلمين يعملون معا دون شكوى. كما يسعى مدير المدرسة إلى تسهيل إنجاز المعلمين للأعمال الموكلة إليهم بلا تعقيدات ، كما تسود المدرسة علاقات اجتماعية قوية .
7 . 2 . مناخ الحكم الذاتي :
ويسود المدرسة التي تتسم بهذا المناخ، حرية شبه كاملة يتيحها مديرها للعاملين بها في أداء واجباتهم، ويتسم الأداء والإنجاز بالانسيابية وعدم التعقيد ،حيث يتعاون الجميع وحيث تسود روح معنوية عالية بينهم، وان كانت بدرجة اقل من المناخ المفتوح .
7 . 3 . المناخ المراقب :
يسود هذا المناخ مؤسسات التعليم ، إذا تركز الاهتمام بأداء العمل وإنجازه بالدرجة الأولى ،ولو على حساب إشباع حاجات العاملين . ذلك أن الاهتمام بالعمل وإنجاز الواجبات لا يتيح فرصة الاهتمام بالعلاقات بين العاملين . ويقوم مدير المدرسة في هذا المناخ بالرقابة والمتابعة والتوجيه المباشر، ولا يسمح بالخروج على القواعد الموضوعة ،دون الاهتمام بمشاعر الآخرين.ومن عنا فان الروح المعنوية لا تكون عالية كما هي الحال بالنسبة للمناخ المفتوح .
7 . 4 . المناخ العائلي :
وتسود المدرسة التي تتسم بهذا المناخ الروح العائلية ،ويفضل الاهتمام بالعلاقات والحاجات الاجتماعية عن الاهتمام بالعمل والإنجاز . ويقل الدور التوجيهي لمدير المدرسة،وهو لا يعقد الأمور بل ييسرها إلى حد كبير إلى درجة أن الجميع يشعر بجو الأسرة .ولما كان الاهتمام منصبا على إشباع الحاجات الاجتماعية وحدها فان الروح المعنوية تكون متوسطة .
7 . 5 . المناخ الوالدي :
وتتميز المدرسة في ظل هذا المناخ بانعدام تفويض السلطة،إذ تتركز السلطة في مدير المدرسة ،وينجم عن ذلك أن سلطة الرقابة تكون أعلى من سلطة التوجيه والإشراف ،فهناك اهتمام ضعيف بتوجيه أعضاء المدرسة في عملهم وأدائهم وكذلك بالنسبة إلى إشباع حاجاتهم الاجتماعية .ويسود الانقسام والتحزب صفوف أعضاء المدرسة ، مما يؤدي إلى انخفاض الروح المعنوية نتيجة انخفاض الأداء وإهمال إشباع الحاجات .
7 . 6 . المناخ المغلق :
وهو نقيض المناخ المفتوح ، فالأعضاء من معلمين وعاملين لا تتاح لهم فرص تنمية علاقاتهم الاجتماعية، كما أن أداء العمل و إنجازه يكون منخفضا . ويتصف مدير المدرسة بعدم قدرته على القيادة والتوجيه،وتحقيق مستوى الأداء المطلوب ،انه يهتم بالشكليات والأمور الروتينية، كما يتناسى دوره كنموذج وقدوة . وينتج عن ذلك انخفاض شديد في الروح المعنوية بالمدرسة .
إن المدير الفعال الناجح يعمل على إشباع الحاجات الاجتماعية ، وإتاحة فرص متنوعة لظهور قيادات داخل المدرسة ،كما يعمل على رفع مستوى الأداء وإنجاز العمل .
هذا وقد بينت دراسات عديدة أن التحصيل الدراسي للتلاميذ يرتفع في ظل مناخ يسوده الاهتمام بالنواحي الإنسانية، كما ينخفض متى أهمل الاهتمام بها واقتصر على العمل وحده .ويرتبط الاهتمام بالجوانب الإنسانية والاجتماعية بارتفاع الروح المعنوية للمعلمين والطلاب معا